منتزه تازكة الوطني والأصناف النباتية بها

1/27/2019
منتزه تازكة الوطني والأصناف النباتية بها helloworld 5 of 5
منتزه تازكة الوطني والأصناف النباتية بها منتزه تازكة الوطني والأصناف النباتية بها يعتبر"منتزه تازكة   الوطني " الذي ي...

منتزه تازكة الوطني والأصناف النباتية بها

منتزه تازكة الوطني والأصناف النباتية بها
منتزه تازكة الوطني والأصناف النباتية بها
يعتبر"منتزه تازكة الوطني " الذي يوجد بإقليم تازة أقدم منتزه بالمغرب بعد منتزه توبقال الوطني، و قد جاء إحداثه سنة 1950 بموجب قرار وزاري، ويمتد هذا المنتزه على مساحة تناهز 680 هكتار، ترجع أسباب إحداثه إلى حماية المنطقة لثرواتها الطبيعية وخصوصياتها الإيكولوجية التي تعرف تواجد أحد عشر صنفا نباتيا من أبرزها شجر الأرز المنحصر في قمة جبل تازكة. وللإشارة فالمتنزه  يعرف حاليا مشروع  تمديد وتوسيع لمساحته الأصلية والتي ستصل إلى مساحة إجمالية تغطي 13737 هكتار، لتشمل بذلك وحدات أخرى بيئية، إحيائية  مشهدية وجمالية فريدة جدا.
على مستوى التضاريس ينفرد المنتزه بنتوءات حادة وأودية عميقة ومحصورة، تبرز بها طبقات الصلصال التي تعود إلى الحقبة الترياسية، حيث نجد تضاريس أكثر تموجا، ونلاحظ ظاهرة التضرس الصلصالي، بينما يبرز جبل تازكة على مساحة كلسية  كتشكيلات جبلية منعزلة بين الريف والأطلس المتوسط تولدت كتلته القديمة في الحقبة الأولى. وترسو فوق هذه الكتلة أراضي عميقة من التربة الداكنة المشبعة بالمواد العضوية، و هو النوع الذي يميز الأحياء الغابوية، إذ تكسو الجزء الأكبر من منتزه تازكة حاليا غابات مصونة جدا مقارنة مع مناطق أخرى من الأطلس المتوسط، الشيء الذي يكسبه أدوارا إحيائية واقتصادية واجتماعية في غاية الأهمية. وتتحدد هذه الأصناف كالتالي:

مأرزة تازكة : 

       تنتشر فوق أعلى المرتفعات بمنتزه تازكة الوطني، وكانت السبب الرئيسي لإحداثه سنة 1950. إنها الأحياء الأكثر بروزا والأكثر محافظة بالمنتزه، تفوق مساحتها 880 هكتار، و توجد بالمنطقة المصنفة "منطقة طبيعية محمية " والتي يمنع فيها كل أنشطة الاجتثاث أو التخريب ( رعي، قطع الخشب، صيد... الخ). تشرف على قمة جبل تازكة بين علو 1400 م و 1980م. ويعتبر أرز الأطلس من الأشجار التي تتطلب رطوبة وبرودة كبيرة، فمن الممكن أن يصل علوها إلى 35 متر، وقد تعمِّر نحو 600 سنة، إنها صنف من أصناف الأرز الأربعة التي توجد في أنحاء مختلفة من العالم.
العلامات الإيكولوجية والمكونات البيولوجية، تجعل من المنتزه الوطني لتازكة ومن المنتجع الجبلي لباب بودير ككل منطقة مستقطبة، ومتميزة، وداعمة للسياحة القروية بالمنطقة. وذلك بالنظر لموقع هذه الامتدادات الجغرافية، وتلك التنوعات الكائنة على مستوى الفصائل النباتية/الانباتية التي تمتلكها، هذا بالإضافة إلى التركيبة/الثروة الوحيشية بالمنطقة والتي تحتاج إلى عناية أوسع، لتجنب افتقاد كل ما هو عبارة عن توازنات يقوم عليها الانتظام البيئي محليا وبالتالي  انقراض هذا الإرث. وتجدر الإشارة إلى أن المجال الطبيعي الذي تمتد عليه منطقة باب بودير ومعها   المنتزه الوطني بتازكة، هو فضاء لإرث إنساني طبيعي، ولمشاهد سوسيوثقافية، عمرانية وتراثية، ترتبط بساكنة قروية، بالدواوير المجاورة، بأنماط عيش ضاربة في التاريخ، بأعراف وبتقاليد تلك التي تعني الوجود، والقدم، والامتدادات، والتفاعل وعموما ما ينعت بالمغرب العميق. 
أحدث المنتزه الوطني لتازكة بموجب قرار وزاري صادر في 11يوليوز من سنة 1950، مع العلم أن المشروع بدأ التفكير فيه منذ الثلاثينات من القرن الماضي، وذلك على مساحة أولية تقدر ب 660 هكتار، وكان الهدف الأساسي من المشروع زمن الحماية في سنواتها الأخيرة هو حماية جميع المكونات/أشكال الحياة البيئية والموارد الطبيعية الموجودة بقمة جبل تازكة الشهير المطل على ايناون من جهة الجنوب، بصفة أساسية غابة الأرز التي توجد ضمن وضعية عزلة فوق هذه القمة بعيدا عن غابات الأرز الأخرى المغربية بالأطلس. ويضم هذا المنتزه الفريد من حيث التركيبة  الايكولوجية جهويا ووطنيا بل مغاربيا، مرتفعات يصل علوها إلى حوالي2000م، منها جبل تازكة والذي يشرف على المناطق المجاورة بكاملها بما في ذلك مضيق جنوب الريف، الشهير في الجيولوجيا المحلية والمعروف ب” الطواهر” المنفذ البري الوحيد الذي يصل المغرب الشرقي بغرب البلاد عبر تازة.
يملك المنتزه الوطني لتازكة   بتازة عناصر متكاملة وفاعلة، تجعل منه نموذجا وطنيا من حيث الأبعاد البيئية والأهمية النباتية، والتي تتجلى في الحفاظ أساسا على ما تبقى من أشجار الأرز، إلى جانب الأهمية السياحية التي ينفرد بها والتي تتجلى في جمالية المركب الشجري ذو المناظر الجاذبة، هذا بالإضافة إلى كون المنتزه الوطني لتازكة هو بمثابة مختبر قائم الذات في الطبيعة، بالنظر لأهميته العلمية المنحصرة في دعم الأبحاث الايكولوجية والجينية الخاصة بالكائنات الحية. ويشهد المنتزه ومنذ عدة سنوات توسعات في المساحة، ليحتوي مزيدا من المكونات الطبيعية التي تتمتع بأهمية إيكولوجية وترفيهية وأخرى تربوية بالغة الأهمية (تنوع نباتي، غابات البلوط، الفلين، البلوط الأخضر، وبلوط السنديان وبالخصوص) ومواقع إيكولوجية سياحية، كالمغارات والشلالات والمناظر والمشاهد القروية. وقد انتقلت مساحة المنتزه إلى 13700 هكتار تقريبا لتشكل فيه غابة الأرز النواة الجاذبة. 

- الأصناف الحيوانية و الوحــيش


1- الإبل البربري

 ينتمي الأيل البربري إلى عائلة الأيليات ويتميز بطريقة عيش اجتماعية، ونظام غذائي يتكون أساسا من الأعشاب، وهو صنف من الطرائد المفضلة من طرف الصيادين، كما أنه مطلوب أيضا لخشبه الذي يفقده ذكرها دوريا. إنه الأيل الوحيد الأصيل في شمال إفريقيا وقد انقرض بالمغرب لمدة تتجاوز200 سنة، ولا يوجد الآن إلا في "محميات إعادة التأهيل" حيث تمت بنجاح عملية إعادة تأهيل ستة رؤوس منه 2 ذكور و4 إناث بمنتزه تازكة الوطني سنة 1993 انطلاقا من موطنه بتونس، إذ وضعت هذه الحيوانات المستوردة أولا في أرض مسيجة.


  ثم أطلقت في أرض مسيجة أخرى مساحتها 7 هكتارات، وفي محمية مساحتها500هكتار. ويبلغ عددها حاليا32 رأسا.  في الآونة الأخيرة، تم إعادة إدخال عدد قليل من أفراد الأيل البربري (Cervus barbarus elephus) في الحديقة الوطنية تازكة للتأقلم. والذي انقرض من المنطقة قبل أكثر من 200 سنة، وأعيد في المسيج الاحتياطي للتكاثر. وبعدها تم إرسالها إلى محميات مغربية أخرى وأعيد تكاثرها من جديد.

2- الأروي أو عتروس الجبل:




إنه الحيوان الذي يتكيف مع المناخ الجبلي لشمال إفريقيا، وهو يتبع سلسلة غذائية تعتمد على النباتات الموسمية، يحتل مناطق جبلية ذات غلاف حجري وعر، فهو متسلق ميداني بارز، يعيش على شكل فرق عائلية مكونة من 3 إلى 16 فردا. بينما تظل الذكور الستة وسط القطيع منعزلة. أعيد إدخال أربعة رؤوس منها 2 ذكور و 2 إناث إلى متنزه تازكة الوطني انطلاقا من المحمية الملكية بتونفيت القريبة من أكادير في نونبر 1998، وقد أطلقت في محمية مسيجة مساحتها 16 هكتار، وكان عدد رؤوسها ستة رؤوس في فبراير سنة 2000.

- طيور منتزه تازكة

تتسم أنواع الطيور بالتعدد والتنوع، فمن بين أصناف الطيور الموجودة بالمتنزه الوطني لتازكة نذكر بصفة خاصة: العقاب، السقاوة المفترسة، الصقر والباز...، كما نجد طائر "الزريقاء" التي تختبئ نهارا فوق الأشجار، وبين الأحجار، من جملة مفترساتها نجد فأرة الحراج التي تتغذى من البذور والفواكه الجافة. هذا بالإضافة إلى تواجد كل من طائر أبو الحناء (ذو العنق الأحمر ) في الأودية الظليلة الرطبة والعميقة لغابات الأرز، و"القرقب الأسود" الذي يبني عشه في حفر الأرض، تحت الأحجار أو في جذور الأشجار.
إنها مشاهد إحيائية و بيئية تثير فضول الزائر و تحثه على القيام بجولات على الأقدام أو على ظهر الدواب، من أجل استكشاف مجموعة رائعة من الجبال والوديان والأشجار و المغارات، وعجائب أخرى كثيرة طبيعية وإيكولوجية لمنطقة تتميز بالسياحة البيئية. ففضاء رأس الماء أو سيدي مجبر، ومركب واد لكحل، ومنطقة باب أزهار، تمنح لزائريها مشاهد غنية ومتنوعة العناصر، حيث أصبح الماء والغابة بالنسبة للإنسان مترادفة للترفيه والراحة ، والاستجمام، فإن متنزه تازكة الوطني يتوفر على كل المميزات التي ستجعل منه في المستقبل قبلة للعديد من الزوار سواء المحليين أو الأجانب.

مواضيع ذات صلة

helloworld

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى