عوامل تدهور الغطاء النباتي بمنطقة تازكة تازة المغرب
- العوامل الطبيعية
الوسط
الطبيعي هو الحاسم في نمو أي غطاء نباتي، وبالتالي فإن أي خلل يتعرض له هذا الوسط
يكون نتيجة تراجع أفقي وعمودي للتشكيلات النباتية المحلية، وتعد الظروف الطبيعية
بمنطقة تازة قاسية على الغطاء النباتي خصوصا بالمنطقة الشمالية.
 |
| عوامل تدهور الغطاء النباتي بمنطقة تازكة تازة المغرب |
المناخ
تعرف المنطقة عدم
استقرار في التساقطات، مما يؤثر سلبا على الغطاء النباتي إضافة إلى تعاقب سنوات
جافة عرفها المغرب ككل وفقدت المنطقة على إثرها غطاءا نباتيا مهما وهذا ما يتضح
جليا من خلال فقدان أشجار البلوط الأخضر أوراقها وموت أشجار القطلب والصنوبر.
إضافة إلى دور
الرياح الشرقية الحارة والجافة في هذا التدهور وخصوصا أن هبوبها يتزامن مع فصل حار
وجاف فصل الصيف فترتفع درجات الحرارة بشكل كبير وتزداد حدة الجفاف والحاجة إلى
الماء.
الطبوغرافيا
إن الطابع
الجبلي للمنطقة وقوة تضرسها وشدة انحدارها تؤثر بشكل كبير على الغطاء
النباتي بحيث لا تتمكن الأشجار الكبيرة كالصنوبر الحبلي، والبلوط من تثبيت جذورها.
العوامل الإحيائية
وهي الأمراض والطفيليات التي
تصيب الأشجار نذكر منها
- العوامل البشرية
يشكل الإنسان دون
جدال العامل الأساسي في أي تدهور خصوصا وأن الغابة والتشكيلات النباتية
قريبة من التجمعات السكانية، وكل ثقل الحياة التقليدية ينعكس على المجال الغابوي
باعتباره مورد عيش للإنسان والحيوان ويمكن تلخيص الآثار السلبية للإنسان في:
الاجتثاث والقطع المستمر
وذلك بهدف
الاستغلال الزراعي والاستخدام المنزلي، فاعتماد سكان المنطقة على الفلاحة كمصدر
للعيش جعل الغابة تعرف موجة اجتثاث شديدة مع بداية الخمسينات من القرن الماضي،
وتعويضها بالزراعة مما أدى إلى إتلاف آلاف الهكتارات خصوصا المغطاة
بالمورقات لخصوبة تربتها، وتظهر هذه البقع بوضوح في المناطق الشمالية أي بمناطق
مقدمة الريف كما تفرض بساطة الحياة هناك توفير الحطب للاستعمال اليومي في الطبخ
والتدفئة.
ويضاف إلى ذلك
عمليات القطع وذلك بغرض تسقيف المنازل وإنتاج الفحم الخشبي الذي يجد سوقا
استهلاكية واسعة لظروف الشتاء الباردة وانخفاض ثمنه 40 درهما لل50 كلغم،
ويتم ذلك بشكل مهول داخل نطاق البلوط الأخضر والصنوبر الحلبي والعرعار وقد سجلت
مصلحة المياه والغابات 3152 مخالفة سنة 2009 إلا أن هذا الرقم يبقى
بعيدا عن الواقع نظرا للظروف السرية التي يتم فيها قطع واجتثاث الأشجار هذا من جهة
أو غض الطرف من طرف الجهات المختصة المسؤولة عن حماية الغابة، من جهة أخرى.
وقد قدرت المساحة
المتراجعة سنويا في المنطقة الشمالية وبالضبط بغابة اكنول تراجع في الغابة
بمساحة تقدر ب 4 هكتارات سنويا.
الحرائق المتكررة
تعاني
المنطقة كذلك من خطر الحرائق، فقد سجل تردد للحرائق في غابات منطقة الكفان
بنسبة 42,4% من مجموع الحرائق المسجلة خلال الفترة 2009 -2010 وذلك لبعدها عن
مراكز الحراسة الغابوية وكونها وكرا لمنتجي الفحم الخشبي أما النسبة الباقية 57,9
% فتتوزع بالتساوي بين غابتي الكفان وتغزراتين، والجدول التالي يوضح تردد الحرائق
بمنطقة اكنول حيث يتباين معدل تردد الحرائق حسب السنوات، فقد سجلت
مثلا 6 حرائق سنة 2009 بينما لم يسجل أي حريق سنة 2010.
الرعي الجائر
يلعب القطيع دورا
لا يستهان به في تدهور وانقراض أنواع نباتية عديدة، خصوصا وأن المنطقة تعرف تركزا
كبيرا لرؤوس الماشية خصوصا الماعز لكونها تشمل القسم الثاني من النشاط الاقتصادي
للسكان، والقطيع يؤثر بصفة مباشرة على النباتات بقضمه لأوراقها ولقاحها خاصة
المورقة مما يؤدي إلى انقراض هذه النباتات.
كما يعمل السكان من
جهتهم على قطع الأغصان وتقديمها لتغذية الماشية في الإسطبلات بالإضافة إلى
الاستغلال المخزني المفرط وغيرالمعقلن، فالجماعة القروية المحلية تستغل الغابة
كمورد تكميلي لخزينتها والمشرفون على هذا الاستغلال لا يعيرون أي اهتمام للنظام
البيئي، حيث الإستغلال المفرط لأشجار الصنوبر الحلبي بمنطقة تيزي تايدا حيث توقفنا
هذه العوامل الطبيعية والبشرية أمام واقع مرعب للغطاء النباتي بمنطقة تازة خصوصا
وأنه يمثل ثروة طبيعية مهمة جدا يجب الحفاظ عليها بشتى الوسائل والإمكانات المتاحة.
يتضح إذن من خلال
الجدول، الدور الاقتصادي المهم للغابة، لكن الأخطر هو عندما تتحول الغابة إلى مورد
رئيسي يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي، هذا ما يؤدي إلى استنزاف الموارد الغابوية
وتراجع الغطاء النباتي.