مشكل التعرية وتدهور التربة بمنطقة تازة
يشكل عنصر تدهور التربة السمة الأساسية
التي تميز جهة الريف عامة ومنطقة تازة خاصة، وهذا راجع بالأساس إلى الظروف
الطبيعية التي تتميز بها و تتواجد المنطقة في مجال رطب يعرف تساقطات مطرية قوية ومركزة
علما أن التربة السائدة في المنطقة هي التربة الطينية الغرينية بالأساس، بحيث
تتعرض للانجراف نتيجة تشبعها بالماء خصوصا إذا كان السطح أجردا وخاليا من الغطاء
النباتي الذي يحد من انجراف التربة. ويعرف المغرب، كباقي البلدان البحر الأبيض
المتوسط، انجراف ونقل التربة بفعل المياه إلى 3000كلم مربع في سنة2006، إضافة إلى 500 هكتار في السنة بفعل الانجراف
الريحي سنة 2006 ، إضافة إلى تعرض ما
يقارب 160 ألف هكتارا للتملح سنة 2003 و
تتميز الأحواض المائية المغربية بتعرية كبيرة حيث يقدر حجم انجراف التربة بحوالي
2000 طن في الكيلومتر المربع سنويا. ويرتبط هذا الأخير خصوصا بالنشاط الفلاحي على
الأراضي الجبلية والاندثار السريع للمناطق الغابوية علاوة عن عدم تقويتها
وصيانتها. كما يرتبط أيضا بالعوامل الطبيعية غير الملائمة، ونخص بالذكر العوامل
الجيولوجية وقوة التساقطات المطرية. ويؤثر انجراف التربة على نظام جريان الأنهار
والأودية ويهدد كذلك المجهودات المبذولة في ميدان التجهيزات المائية السطحية من
سدود وقنوات نتيجة الترسبات.
هذه
المعطيات تهم المغرب ككل لكن يمكن تطبيق هذه المعادلة على منطقة تازة خصوصا وأنها
تعرف تساقطات مهمة تزيد من هشاشة تربتها وهذا راجع بالأساس إلى:
الطبوغرافية الوعرة
حيث إن الطابع الجبلي للمنطقة وشدة
تضرسها وقوة انحداراتها تسهل بشكل كبير عملية الانجراف حيث تساهم هذه الطبوغرافية
في زيادة حدة الانجراف بواسطة الجريان اللحظي، وهذا ما يجعل السفوح الشديدة
الانحدار عارية من النبات مما يضاعف من عملية الانجراف.
التساقطات الاستثنائية
تعرف منطقة تازة تساقطات مطرية قوية تعرف بالتساقطات الاستثنائية التي تزيد من عمليات حمل المواد الدقيقة وجرف التربة، حيث تتعرض المنطقة لتدهور واضح وهذا ما يتضح جليا من خلال الانتشار الواسع لتضاريس الأساحل بالمنطقة. |
| مشكل التعرية وتدهور التربة بمنطقة تازة |
تعرف التربة تحريكا مستمرا
بفعل التعرية الخطية والغسل والانجراف وزيادة الملوحة والاستغلال المفرط في
الزراعة، الشئ الذي يساهم في تقليص المجال الزراعي وتقويض الاستقرار البيئي، ومن
البديهي أن تدهور الغطاء النباتي معناه
تعرية التربة من الغطاء الواقي، وما يتضرر بالاجتثاث هي التربة، وهذه
الظاهرة لا تقتصر على منطقة تازة فقط وإنما تعم مجموع التراب الوطني، ويمكن تصنيف
المجال المدروس حسب مقاومة التعرية إلى أربع مناطق حسب الخريطة التالية